يكتبها /فتحي الذاري
22رمضان 1446هـ
❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
تتجلى روح المقاومة في قلب الأمة العربية، وتمثل فلسطين بوصلتها الأساسية. لطالما كانت هذه الأرض المقدسة محط أنظار الأحرار في العالم رمزًا للكرامة والعزة وملهمًا لمختلف حركات التحرر من براثن الظلم ومع تسارع الأحداث وتزايد التحديات برز اليمن كحجر الزاوية في دعم القضية الفلسطينية مُكرسًا موقفه الثابت في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والطغيان الأمريكي إن هذا الموقف اليمني ليس مجرد تصريح سياسي بل هو تجسيد حقيقي للكرامة الإنسانية وعنوان للصمود والوفاء لقيم النداء العربي والإسلامي لا يزال اليمن، الذي عاش عقودًا من العدوان والصراعات الداخلية والخارجية، يشكل نموذجًا يُحتذى به في الثبات على المبادئ فرغم التحديات الكبيرة التي يواجهها، يأتي موقفه القوي في دعم فلسطين كرسالة واضحة تؤكد قوة العزيمة والإرادة الحقيقية في النضال من أجل حقوق الشعوب. وفي التصريحات الأخيرة أكد المكتب السياسي لحركة أنصار الله أنه لا يمكن لليمن أن يعود إلى الوراء في دعمه لفلسطين وهذه الرؤية تؤكد التزامًا عميقًا بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يعاني تحت وطأة الاحتلال
إن عمق الالتزام اليمني بدعم القضية الفلسطينية يعود إلى عوامل عدة أولاً فاليمن يشعر بمعاناة الفلسطينيين، حيث أن النزاعات والصراعات جعلته يتفهم غياب الأمان والتحديات المعيشية التي يعاني منها إخوة له في فلسطين. ثانياً يأتي هذا الدعم تعبيرًا عن الهوية المشتركة والمصالح الاستراتيجية، حيث يدرك اليمن أن أي تراجع عن القضية الفلسطينية يمثل تهديدًا لمستقبله ومستقبل الأمة العربية. لذا، يتخطى الدعم اليمني حدود السياسة، ليصبح واجبًا دينيًا وأخلاقيًا تحتمه قيم العزة والكرامة وفي خضم الأحداث، يتضح أن اليمن يُعبر عن إرادة مُتجددة لرفض الحلول السلمية التي تضر بالقضية الفلسطينية. ويظهر ذلك جليًا من خلال موقف حركة أنصار الله، التي تتبنى استراتيجية دعم المقاومة العسكرية والسياسية في فلسطين. هذا التوجه الثابت يتجاوز الأبعاد الاستراتيجية ليصبح دفعةً حقيقية تؤمن بأن تحرير فلسطين هو مفتاح الأمل لبناء مستقبل مشرق في المنطقةوتُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الملتزمة الرئيسية بدعم الاحتلال الإسرائيلي مما يجعل موقف اليمن أكثر تعقيدًا. إن التحذيرات اليمنية المتزايدة تجاه التوسع الأمريكي في البحر الأحمر تبرز التصميم على مواجهة هذا التهديد. فاليمن ينظر إلى أمريكا كخطر حقيقي على المنطقة، ويعبر عن استعداده لتقديم أي ثمن في سبيل الدفاع عن فلسطين إن مواقف اليمن القوية والمبدئية في دعم القضية الفلسطينية تبرز ضرورة الوحدة والتضامن العربي في مواجهة الاحتلال والعدوان فمن خلال تقديم الدعم بكافة أشكاله، سواء كان ذلك سياسيًا أو عسكريًا، تدعم اليمن الحق الفلسطيني وتؤكد على أهمية مقاومة كل أشكال الظلم إن هذه الروح التضامنية تؤكد إدراكًا عميقًا بأن قضية فلسطين هي قضية عربية وإنسانية بامتياز، وأن العدوان عليها يطال كل الأحرار في العالم كما يبرز الموقف اليمني ضرورة النظر إلى القضية الفلسطينية من منظور استراتيجي طويل المدى إذ يتطلب الأمر منا جميعًا التحلي بالوعي والمسؤولية تجاه ما يجري في الساحة الفلسطينية وتقديم كل أشكال الدعم الممكنةإن فشل محاولات احتواء القضية الفلسطينية يشير إلى صمود الشعب الفلسطيني وإيمانه بعدالته، وهو ما يجب على كل الدول والشعوب الحرة أن تنطلق منه في دعمها للمقاومةوستظل فلسطين رمزًا لمقاومة الشعوب ضد الاحتلال، وستستمر دماء الشهداء في الإلهام والفخر إن الإيمان بعدالة هذه القضية هو ما يدفع الشعوب نحو النصر، فكلما زادت التحديات، زاد التكامل والتضامن بين الأحرار في العالم. النصر لفلسطين آت لا محالة، بفضل صمود أبنائها وتضامن الشعوب الأخرى معها، وكلنا عازمون على أن نكون جزءًا من هذا المسار نحو الحق والحرية.